تعريف الداللة : وتدل يستدعي الولوج إلى الداللة المرور بأهم المعاجم العربية مادة "دلل" في معاجم

Transkrypt

1 وي. تعريف الداللة : يستدعي الولوج إلى الداللة المرور بأهم المعاجم العربية مادة "دلل" في معاجم اللغة: - يمثل الشكل المعجمي ألي لفظ في اللغة العربية الصبغة األولى لهذا اللفظ في القاموس اللغوي باعتبار داللته األولى )فالحالة المعجمية لأللفاظ تمثل الصورة األساسية لمحيطها الداللي( عد القرآن الكريم قمة ما وصل إليه الخطاب اللغوي من فصاحة اللغة وجودة التعبير والداللة عند العرب فال تبتعد داللة لفظ )دل( وما صيغ منه في معاجم اللغة العربية المعروفة عن مفهومها في القرآن الكريم. ولو أننا نبحث في المعاجم اللغوية عن مادة )دلل( واشتقاقاتها الداللة )Semantics( بالمفهوم االصطالحي الحديث لكننا نصل إلى اللفظ. فلم نجد أث ار لع لم المفهوم العام لهذا فالداللة لغة: من دل ه عليه واليه د اللة ود اللة ود لولة والفتح أعلى. يقال: دل ني على الطريق اهتديت إليه وتدل على االرشاد الى الشيء والتعريف به ومن ذلك )دله على,والمفعول: مدلول عليه واليه والدليل: ما يستدل به والد ليل: الد ال. الطريق اي سدده اليه( وتدل لت الم أرة على زوجها د الال : أظهرت الج أرة عليه في تغن ج وتكس ر وش ك ل ومالحة وكأن ها تخالفه وليس بها خالف ويقال: ما دل ه علي. فالدال والدل قريب المعنى من الهد ي وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر. والداللة والدال ة ما تدل به على حميمك من الج أرة ودال ه بغرور: أوقعه فيما أ ارد من تغريره وهو من إدالء الد ل و ود ل وت بفالن إليك: فايز الداية علم الداللة العربي دار الفكر دمشق 589 م: 5. ابن منظور:لسان العرب مادة )دلل( ج:: الزبيدي تاج العروس في جواهر القاموس ج :

2 استشفعت اللفظ عند به إليك وتدل ى من الشجرة كقوله أي تدل ل. والداللة هي اإلرشاد وما يقتضيه إطالقه جمعها دالئل ودالالت. والداللة: األمارة وهو بي ن الد اللة والد اللة. ويشير "الفيروز أبادي" إ ىل المعنى ذاته للجذر )دلل( فيقول: )... والدالة ما تدل به على حميمك ودله عليه داللة )ويثلثه( ودلولة فاندل: سدده إليه... وقد دلت تدل والدال كالهدي(.وال يختلف هذا التعريف للداللة عن التصور الحديث للمصطلح العلمي )الداللة( الذي يستنبط معناه مما نجده في أساليب الخطاب اللغوي القديم عن تلك الصورة المعجمية. ومن خالل هذا التصور المعجمي نلمس معاني الهدي واإلرشاد والتسديد أي وجود مرش د ومرش د ووسيلة إرشاد وأمر مرش د إليه. فتحصل الداللة حين يتحقق اإلرشاد واللسانيات الحديثة هذا التصور بتعيين الب اث والمتقبل ووسيلة اإلبالغ والتواصل وشروطها ثم المرجع المفهومي الذي تحيل عليه الرسالة اإلبالغية وبناء على ذلك فالعمل المعجمي هو عمل داللي. وعند "الف ارهيدي" معنى الجذر اللغوي )دلل( لم يتع د األشياء المادية إلى ما هو معنوي. وال يختلف معنى )دلل( عند الزمخشري )ت 85 ه( إال فيما يرد عليه ذلك األصل من استعمال مجازي, فيكون )الدال على الخير كفاعله. ودل على الص ارط ولي عليه على هذا دالئل. وتناصرت أدلة العقل, وأدلة السمع. واستدل به عليه(, 4 فالجذر )دلل( عند الزمخشري يتسع في معناها ليشمل ما هو حقيقي وما هو مجازي في ما تدل عليه. والمعنى الحقيقي للجذر عند ابن منظور يرمي إلى داللة اإلرشاد أو العلم بالطريق الذي يدل الناس ويهديهم كما في قوله: )الدليل ما يستدل به والدليل الدال. وقد دله على الطريق يدله د اللة )بفتح الدال أو كسرها أو ضمها( والفتح أعلى... والدليل والدليلي الذي يدل(. 5 الزبيدي تاج العروس في جواهر القاموس ج 4 : مادة )دلل(: الفيرو آز بادي القاموس المحيط )دلل( ج :44. الف ارهيدي العين: ج. الزمخشري أساس البالغة: 7.:4 ابن منظور:لسان العرب مادة )دلل( ج::

3 ت) ويشرح "الزبيدي" )ت 58 ه( لفظ "دل" فيتقول )... وام أرة ذات دل أي شكل تد ل به... دللت بهذا الطريق داللة عرفته ودللت به أدل داللة ثم إن الم ارد بالتسديد إ ارءة الطريق دل عليه يدله داللة ودلولة فاندل على الطريق )سدده إليه(. معاجم وتجمع اللغة على أن الداللة تعني الهدي واإلرشاد فدله على الشيء وعليه أرشده وهداه. وفي ذلك يقول "الجاحظ" وان كان صامتا وأشار إليه وان كان ساكنا (. المدلول,وهي البد والمحدثين بهذا المعنى ال تختص باللغة فقط. من التفرقة بينه وبين مصطلح 588 ه(: )ومتى د ل الشيء على معنى فقد أخبر عنه والداللة و قبل بتحديد مفهوم اللغوي ة التي يتضم نها اللفظ وهي وسيلة الوصول إلى المعنى أم ا المعنى فواحد من المفاهيم وأشمل. الداللية التي يشير إليها اللفظ عام ة في كل ما يوص ل إلى )الداللة( عند القدماء )المعنى( فالداللة هي مجموع المعاني فبها يوم أ إلى مفهوم اللفظ. لذا تعد الداللة أوسع من المعنى 9 منقور عبد الجليل علم الداللة أصوله ومباحثه في الت ارث العربي منشو ارت اتحاد الكتاب العرب دمشق د ط:. الجاحظ أبو عثمان عمرو بحر الجاحظ )ت 8 ه( البيان والتبيين تح: عبد السالم محمد هارون مؤسسة الخانجي ط مطبعة السعادة القاهرة )د.ت(: :/: 8. ميشال زكريا األلسنية التوليدية والتحويلية )النظرية اللسانية( المؤسسة الجامعية للد ارسات والنشر والتوزيع بيروت 8 :م: :4:.

4 مفهوم مصطلح "الداللة": إن اللغوي الحديث شيئا المناخ المصطلح البحث عن المصطلح في الت ارث المعرفي العربي القديم قد ال يحيلنا أنه إال ذا جديدا يضيف إلى التاريخ األول لميالد المصطلح ويطلعنا العام الذي دارت حوله موضوعات "الد ارسة" في طورها البدائي وقد الداللي الذي يط أر وفي سدى. أثناء فينتقل مفهومه من حقل داللي معين إلى حقل داللي آخر البحث عن للمفردة -عبر مسارها التاريخي- األصل على األول لصيغة المصطلح وداللته أمر معروف في مجال المعاني اللغوية واالصطالحية اللغوي واالصطالحي حيث تعتمد وفق أسس للدرس على يتطور مفهوم التطور بنية اللغة وعناصرها المتجدد قد أن هناك الباحث جهده يضيع عالقة بين المدلولين الثانية على األولى وتستمد منها مقوماتها, الحديث عن المصطلح إلى تحديد المفهوم اللغوي األول لهذا المصطلح ألن المجرد في الدرس اللساني الحديث قديما وطيدة يحيلنا إليه فيدعو المعنى العلمي الوضع اللغوي الذي تصالح عليه أهل اللغة )فالمصطلح يتشكل مع نمو االهتمام في أبواب العلم وباالحتكاك الثقافي(. الداللة علم ويع ف ر للد ارسات الصوتية من الجوانب الداللية فيه. تعريفات علم الداللة تتفق أو )semantics( والصرفية في والنحوية بأنه علم أو نظرية المعاني بعلم الداللة ويعد ويطلق عليه أيضا بعض الباحثين غايت ها, عالقة هناك ونا إذ ال يكاد علم يخلو والظاهر أن "علم المعنى" أنه علم لغوي حديث يبحث في الداللة اللغوية ويلتزم فيها حدود النظام اللغوي والعالمات اللغوية من دون سواها وأن على صعيد المفردات والت اركيب. 4 مجاله د ارسة المعنى اللغوي 8 4 فايز الداية: علم الداللة العربي:.44 عبد السالم المسدي: مقدمة في علم المصطلح: الدار العربية للكتاب 4 :م: :: :. مجيد الماشطة علم الداللة اف آر بالمر تر: الجامعة المستنصرية بغداد :م:. عبد القادر سالمي: التفكير الداللي عند العرب د ارسة تأصيلية )مستل من اإلنترنيت.)

5 ويقال فيه أيضا أنه: فرع من علم اللغة وأحد أهم مستوياتها المعنى ويتجاوز معنى المفردات, أو العلم الذي يدرس المعنى. ي تناول نظري ة أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى أو ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون قاد ار على حمل المعنى وقد أشار ابن جني الى أن الرمز الذي يحمل المعنى أوسع من المفردات اللغوية فهو يشمل أيضا العالمات المختلفة من خطوط واشا ارت باليد أو إيماءات وغيرها )رب إشارة أبلغ من عبارة(. وفي قائال: د ارسة المعنى يقول بيار جيرو: )هي القضية التي يتم خاللها ربط الشيء والكائن والمفهوم والحدث بعالمة قابلة ألن توحي بها: فالغمامة عالمة المطر وتقطيب الحاجب عالمة االرتباك والغضب ونباح الكلب عالمة غضبه وكلمة حصان عالمة االنتماء إلى فصيلة الحيوان(. 4 فالعالمة هي منبه مما يؤدي إلى بروز صورة ذاكرية لمثير آخر. 5 أو مثير يدفع بدوره الجسد إلى االنفعال وعد العالم اللغوي: "دي سوسير" اللغة نظاما من العالمات Sign( )System Of التي تعب ر عن األفكار وقد أشار إلى أ نها اللغة واحدة من هذه الرموز كما شب هها بنظام الكتابة وبلغة فاقدي السمع والنطق وبالطقوس الرمزية أو العالمات العسكرية غير أن ه عد اللغة أهم ها جميعا 6 فاللغة أعم وأشمل من من العالمات فهي غيرها تتحق ق التي 5 فوزي عيسى:علم الداللة النظرية والتطبيق دار المعرفة الجامعية ط: 8 :: ص مختار عمر علم الداللة,ص:: جن ي )ت 8 ه( الخصائص تح: محمد علي النجار عالم الكتب بيروت أبو الفتح عثمان بن )د.ت(: :/ أحمد سليمان ياقوت الدرس الداللي في خصائص ابن جني دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية :م: بيار جيرو علم الداللة تر: أنطوان أبو زيد منشو ارت عويدات بيروت :م: :. نفسه: :. فردينان دي سوسير: علم اللغة العام تر: يؤيل يوسف عزيز م ارجعة النص العربي مالك يوسف المطلبي دار الكتب للطباعة والنشر الموصل :م: 4 وينظر الداللة في البنية العربية

6 د اللتها على مستويين تنتج حين ال في العالمات األخرى سوى بعد داللي واحد فقد يكون بعدا إشاريا بال د اللة القول مثل: التحي ات أو يكون ب عدا في د اللة القول بال بعد إشاري مثل: أنماط التعبير الفن ي أم ا اللغة فتجمع بين د اللة العالمات المفردة ود اللة القول في آن واحد. وقد العالمة وعند بين الن اللغة تتميز بصفة "أبي هالل العسكري" أعالم الفكر العربي القدماء تمي ز عن اللغة التول د واالنتشار إلى حد االستيعاب والش مول. أنواع جمبع الداللة في االصطالح هي كل ما يمكن أن يستدل به, ق ص د فاعله ذلك, أو لم يقصد. وذهب الشريف الجرجاني )ت 58 ه( إلى أن الداللة )كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر, والشيء األول هو الدال, والثاني هو المدلول وكيفية داللة اللفظ على المعنى باصطالح علماء األصول محصورة في عبارة النص واشارة النص وداللة النص واقتضاء النص, ووجه ضبطه إن الحكم المستفاد من النظم, إما أن يكون ثابتا بنفس النظم أو ال, فاألول أن يكون النظم مسوقا له, فهو العبارة, واال فاإلشارة, والثاني: إن كان الحكم مفهوما من اللفظ لغة فهو النص عبارة عما ثبت بمعنى النص لغة ال اجتهادا (. 4 ومما سبق نخلص إلى أن سواء أكان لغويا أم غير لغوي, تشعب نمو ونأ اللغوية. 5 المجاالت علم الداللة يبحث في كل ما ويبحث المنهجية خاصة الداللة, أو شرعا فهو االقتضاء, فداللة في يقوم مقام المعنى اللغوي في لعلم الداللة الحديث جعله لغوي مما ال ينفصل عن نظرية اإلد ارك وفلسفة المعنى. 6 أوسع من غيره في العلوم األخرى, ألن الغاية من الد ارسة وبذلك أصبح المركز اللغوية هي استنباط العالمة أو الرمز الد ارسة ميدان في كل بحث مجال علم الداللة المعنى في 55 سي از قاسم ونصر حامد أبو زيد: مدخل إلى السيموطيقا )مقاالت مترجمة( بإش ارف دار إلياس العصرية للطباعة والنشر القاهرة :م: 84/8. عبد السالم المسدي: التفكير اللساني في الحضارة العربية الدار العربية للكتاب ليبيا- تونس : :م: أبو هالل العسكري: الفروق اللغوية دار اآلفاق الجديدة بيروت 4 :م: 8. الشريف الجرجاني: التعريفات أبو الحسن علي بن محمد و ازرة الثقافة واإلعالم بغداد :م:. كلود جرمان وريمون لوبالن: علم الداللة تر: نور الهدى لوشن دار الفاضل دمشق 4 :م: عبد السالم المسدي: قاموس اللسانيات: :8 88.

7 جميع المستويات اللغوية المقام االجتماعية والثقافية ان الصوتي من المتوفرة عند إلى الصرفي حديث إلى التركيبي المتكلم ومنه أو كتابته. السياق وظروف إلى واذا كانت هذه األمور حاملة للمعاني فإن موضوع علم الداللة هو كل ما يقوم بدور العالمة أو الرمز سواء أكان لغويا أم غير لغوي )شبه لغوي( تستعمل بموا ازة الكالم. العالقة بين المعنى اللغوي للداللة والمعنى االصطالحي لها, أن أصل الداللة في اللغة االستدالل على الطريق بالدليل أو الدال ألجل الوصول إلى الغاية المطلوبة,أو أن المعنى باللفظ الداللي,, فالداللة يكون في الدليل. األولى وأقدم المعنى يمكن أن نلحظها في فيكون اللفظ هو الدليل إلى المدلول ينتج عن كيفية االستدالل على وهو المعنى المطلوب, فتكون بذلك الدليل والدال والمدلول ووح د بينهم الفعل بذلك يمكن تصو رها ويرجع فضل السبق في اإلشا ارت )باب اللفظ للمعاني( في ذلك إشا ارت والذي بين أصناف األلفاظ وأعطى على أنها فعل يوحد الدال والمدلول ونتاج هذا الفعل البحث الداللي القديم إلى هتم اهتماما )سيبويه( اللغويين والنحويين بالدرجة الد اللية إلى ع القة الدال بالمدلول في بالغا ببنية الكلمة مامك نه من التفرقة الداللي ة األهمي ة الكبرى للمعنى الذي هو أحد م كو نات الد اللة. 5 بيار جيرو: السيمياء: : :8. نفسه: : 4 وجيرو علم الداللة:.: سيبويه أبو بشر ط 8 :م: :/84. عمرو بن عثمان بن قنبر الكتاب تح: عبد السالم هارون مكتبة الخانجي القاهرة

8 تناول علماء ومفك رون من ميادين شتى كاألصوليين والبالغيين والفالسفة والمناطقة والمفس رين وعلماء النفس واالجتماع واالقتصاد وغيرهم من العرب والهنود واليونان البحث الداللي تناول األلفاظ ود الاللتها. ولم يكن م قتص ار على اللغويين فقط فظهر بالد ارسة وكان لكل منهم منهج ه الخاص في االختالف في تحديد الداللة ومفاهيمها وط ارئق د ارستها من التعد د في الطوائف الفكرية ومناهجها في الد ارسة فضال عن أن شمول الداللة وتداخلها بالعلوم اإلنسانية كاف ة قد أد ى إلى اختالف مفاهيمها وعليه فإن د ارسة الداللة أو المعنى تعد من الد ارسات اللغوية القديمة على الرغم من أن علم الداللة من أحدث الد ارسات اللغوية ظهور ا والتي جاءت مواكبة لتقدم على مر العصور, إذ حظيت بالعناية عند كل الق دامى ثم غدت ذات مالمح خاصة محد دة في الفكر اإلنساني من فالسفة اليونان والهنود والل غويين العرب العصر الحديث حيث جنحت نحو العلم بمفهومه الخاص له نظرياته وقضاياه ومسائله التي ت ميزه عن سواه من العلوم اللغوية. ولد ارسة عالقة اللفظ بالمعنى الم ارد وعالقة اللفظ باأللفاظ المركبة للجملة وبيان المركبات والص يغ المتنوعة لها واب ارز أثر السياق داللة في الكالم. أقام علماء اللغة "علم الداللة" نشأة علم الداللة 5 تمام حسان مناهج البحث في اللغة دار الثقافة للنشر الدار البيضاء 4 :م: 84 وعاطف مدكور علم اللغة بين الت ارث والمعاصرة دار الثقافة للنشر والتوزيع القاهرة 4 :م: 8. مطاع صفدي نظرية الداللة وتطبيقاتها الفكر العربي المعاصر مركز اإلنماء القومي بيروت العدد: : : 8 :م: 4.

9 يكن لم استعمال كلمة )علم( في د ارسة المعنى بداية )لمجرد المعنى, بل إلى تطوره بما سنسميه بعدئذ بعلم الداللة التاريخي(, 88 بعنوان "القوانين العقلية للغة: نبذة داللية( عام وفي )د ارسات في المعنى( المعنى, لكن, بد ارسة وهي ظاهرة المعنى 588 م التي التي تعنى بتتبع اللغة في جاءت وفي الد ارسة التي تقدم بها )ميشيل بلاير( عام المنحى برز فقد التاريخي من التناول. الد ارسة الالحقة ل )بلاير( نفسه, التي حملت عنوان نعدها ميالدا للعلم الذي يبحث في القوانين واألنظمة التي تتحكم في ولدت معها تسمية ورصدها مختلف وأوضح أن هذه الد ارسة غير معنية ومنه أصبح )علم الداللة( مسماه, ألن )بلاير( قد واكتفى آنيا في فترة زمنية محددة,استبعد في د ارسته تلك الجوانب م ارحلها العلم الذي يدرس المعنى بشكل منهجي منظم, أو )السيمانيتك(.)Semantique( فان اضط ارب الدالالت فيرون بعض المحدثين أن يتردد الزمنية, "فقد عالج د ارسة المعنى بشكل علمي, بالدرجة األولى بتغيي ارت المعنى من الناحية التاريخية", نظ ار إلى ما في إطالق مصطلح مستوى المفردات أو المعجم أو الداللة هو وظهر ما يعرف ب )علم الداللة(, يميزمصطلحات هذا الحقل اللغوي من )علم( على د ارسة المعاني أو المقصود من الدرس. نمو وتطور علم الداللة الحديث واتساع مقارباته المنهجية جعل منه نقطة وسط إن في كل بحث لغوي مم ا ال ينفصل عن نظرية اإلد ارك الفلسفي وفلسفة المعنى, ولذلك فان علم الداللة أوسع مجاال فروعا من البحث اللغوي ن ارها مسجلة في المعجم بالبحث في من أي علم آخر يدرس المفردات أو المعجم أو المصطلح ويشمل منها ما له صلة بعلم صناعة معاني الكلمات ومصادرها يعنى الذي المعاجم ونسمي مؤل ف المعجم بصورة عام ة بالمعجمي. واختالفها في اللغة باختالف العصور. كما بالكلمات ومنها ما يتعل ق ويسم ى هذا 5 بالمر.ف.ر علم الداللة تر: مجيد الماشطة الجامعة المستنصرية مطبعة العمال المركزية بغداد.4- :: منذر العياشي اللسانيات والداللة مركز اإلنماء الحضاري ط: ::: 48:. بالمر علم الداللة: 4.

10 الفرع بعلم المفردات أو التأصيل االشتقاقي.وهو العلم الذي يبحث واألصول للد ارسة المعجمية ولط ارئقها وع لم المصطلح والمصطلحية. في إرساء المبادئ لقد أخذ مصطلح علم الداللة باإلنجليزية من األصل ومصدره كلمة (sema) في كتاب كتاب "محاولة في "حياة الكلمات" (Sémantique) 5 أو بالفرنسية (Semantics) اليوناني (Sémantikos) أي علم الداللة" المعنى أحد أقسام اللسانيات أو (Semmaino) بمعنى: يعني ويد ل دال. ولكن هذا المصطلح لم يحمل معناه العلمي الحديث إال لمؤلفه الفرنسي دارمستت للفرنسي )بلاير( بعد بلاير إلى الناحية االجتماعية والعوامل المؤلفان اإلنجليزيان أوغدن (Darmestete( عام 588 م مع أنه لم يخرج عن الناحية (C K-Ogden) الخارجية المؤثرة وريتشاردز ويعتبر التاريخية. وقد ( علم عام 558 م وفي أشار الداللة أو علم الباحثون من في تطور المعنى ثم جاء )Richards I A كتابهما: Meaning) (Meaning of االجتماعية والنفسية. ومن بين )نيروب( البحوث (Nyrop) التي عرفت عام عم قه دارسون تالون كفيرث الذي صدر بسعييها في في فبحثا عام 85 م تطو ر المعنى من الناحيتين تطوير الدرس الداللي واستقالله ما 8 م وما تعر ض له دي سوسير( Saussure (De كتبه وما (Firth) وأولمان (Ullman) والينز (Lyons) (Palmer) وغريماس (Greimas) االعت ارف بأن نشأة المصطلح الحديث انطلقت إلى اللغات األخرى وجيرو( Guiraud ), (Sémantique) سريعا 4. وظهرت المدرسة التوليدي ة التحويلي ة على يد اللساني والمعطيات األولى لهذه المدرسة التي وصياغة الجمل أحمد مختار عمر: و مفهوم األداء تعنى علم الداللة دار العروبة الكويت بد ارسة ما الفعلي. اللغوي الذي ي ارد به الكالم وغيرهم حتى أيامنا كانت من الفرنسية, و)بالمر( مع هذه ومنها )نوام تشومسكي( الذي شك ل األسس 8 :م ::. و ارء اللغة وتعنى بعلم الت اركيب عالء عبد األمير شهيد, الداللة المعجمية والسياقية في كتب معاني الق آرن, أطروحة دكتو اره,من اإلنترنت. أحمد مختارعمر علم الداللة:.88 4 نفسه 8.

11 وتبحث في األصول اللغوي ة على تأليف الفعلي ة للمتكل م في كل جملة: اللغوية. أعداد الحقيقية ال متناهية المكونة للغة عند اإلنسان مؤك دة أنه يمتلك القدرة من الج مل بما ي سم ى: الكفاية اللغوية وهي الم مارسة عند صياغة الكالم مما يجس د قدرته على تطبيق قواعد ل غته, وأثبتت أن ب نية سطحية و يعكسها األداء اللغوي وبنية عميقة و تعكسها الكفاية وأصبحت قضايا الداللة ومباحثها لدى المحدثين علما قائما بنفسه يعرف بعلم د ارسة المعنى. وقد صار المعنى ب )علم الداللة( وهو يشمل حي از مهما من علوم اللغة فرعين مهمين: نتيجة التخصص في الد ارسة يعرف المعاني المعجمية: يهتم ببيان معاني المفردات المعجمية - المعاني النحوية يهتم ببيان معاني الجمل والعبا ارت أو العالقات بين الوحدات اللغوية مثل - الوحدات الصرفية والكلمات والجمل وقد سماها بعضهم. وكالهما يؤدي وظيفة المعنى انتاج استنادا إلى مجموع العالقات النحوية والصرفية والصوتية وبيان المعنى المعجمي لبيان الداللة. ال يمكن فصل علم الداللة عن علوم اللغة األخرى بل تشترك جميعها لتكون ما يسمى بالسياق اللغوي, فالفرع الثاني الذي يهتم ببيان معاني الجمل والعبا ارت يلتقي في كثير من جوانبه مع نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني لكن األخير يرى أن داللة التركيب 56 نوام جومسكي البنى النحوية تر: يوئيل يوسف عزيز م ارجعة: مجيد الماشطة دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 4 :م: : وابن جني عالم العربية حسام سعيد النعيمي دار الشؤون الثقافية العامة بغداد :م: :. جون الينز علم الداللة تر: مجيد عبد الحليم الماشطة وحليم حسين فالح وكاظم حسين باقر مطبعة جامعة البصرة البصرة :م: و أحمد مختارعمر علم الداللة: ::. أحمد مختارعمر علم الداللة: : 4:.

12 في الجمل هي داللة بالغية أسلوبية, في حين ذهب بعض علماء اللغة المحدثين د ارسة الكلمات وصورها لغرض معنوي يخدم الجمل والعبا ارت ال لذاتها. إلى أن أم ا بالنظر إلى ما توص ل إليه الغربيون فقد كان علم الداللة في العالم العربي بطيء التطو ر قياسا, ألن الدارسين العرب ظلت جهودهم تحت ظالل القدماء ينهلون من الت ارث ويقارنون بينه وبين ما جاء به علماء الغرب. وكانوا على قسمين: بعضهم طغيان الرؤية الت ارثية ودعا إلى األخذ بالمفاهيم الغربي ة بعيدا عن ع لم األو لين الذي انتهى وال جديد فيه. وبعضهم يرفض ذلك ويدعو للنهل من علم القدماء ويتفاخر بما قدموه للد ارسات اللغوية العربية وفاء لهم وعرفانا جهودهم الد اللية األصيلة ألنهم الجذور التي ال يمكن استئصال ها. و قد سعوا وهم الغالبية إلى تسخير الت ارث العربي بشتى ميادينه اللغوية لخدمة علم الد اللة الحديث مواكبة لتطو ر العصر والد ارسات الحديثة و من أجل الن هوض بد ارسات ت طع م القديم بالحديث وتقوم على أ س س جدلي ة خ صبة. مصطلح )السيمانتيك( باألجنبية الذي أطلقه اللغوي "بلاير" سنة 55 م على تلك الد ارسة الحديثة التي تعنى بجوهر الكلمات في حاالتها اإلف اردية المعجمية وحاالتها التركيبية السياقية وآلياتها الداخلية التي هي أساس عملية التواصل واإلبالغ حظي هذا المصطلح بشيء من الخالف بين الباحثين العرب المحدثين في تعيين مصطلح عربي يقابله. فاهتدى إب ارهيم أنيس إلى مصطلح "المعنى" وعنون كتابه: )داللة األلفاظ( بهذا العنوان 4 بوصفه مصطلحا ورد في متون الكتب القديمة لعلماء اللغة الذين أشاروا إلى الد ارسة اللغوية التي تهتم بمفهوم اللفظ كالجرجاني الذي يعرف الداللة الوضعية بأنها كون اللفظ بحيث متى 57 4 كمال محمد بشر د ارسات في علم اللغة )القسم الثاني(:. عبد القادر الفاسي الفهري اللسانيات واللغة العربية: :. محمد حسين الصغير تطو ر البحث الداللي د ارسة في النقد البالغي واللغوي: دار الكتب العلمية بغداد :م: :. إب ارهيم أنيس داللة األلفاظ ط 8 مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 96 م.

13 أطلق أو تخيل فهم منه معناه للعلم بوضعه.واختار )فايز الد اية( -مقابال للسيمانتيك- استعمال داللة )الد اللة( الواردة في الكتب اللغوية العربية القديمة وأعطاها صفة المصطلح باسم )علم الد اللة(, الى يحيل اللغويون فآثر تجن با للوقوع في الل بس. اشتقاقات فرعية مرنة ترك مصطلح "علم المعنى" لما حمله من من جهة أخرى قد والمدلول والمدلوالت والدالالت والداللي( وغيرها اللغوية. وفي تركوا و وتمام حسان مصطلح "علم المعاني", بين الدارسين من لكونه فرعا من العرب المحدثين الذين عموم نجدها في مادة )الداللة وألنه يرتبط بالعالمات من جهة وألن ه ال ودل البالغة وهو علم المعاني. استخدموا مصطلح والد ال اللغوية وغير إذ )المعنى( يقول في سياق حديثه عن العالقة بين الرمز والداللة: )ولبيان ذلك نشير إلى تقسيم السيميائيين للعالقة بين الرمز والمعنى إلى عالقة طبيعية وعالقة عرفية وعالقة ذهنية(. والمدلول" حديثه عن العالقة الطبيعية بين الرمز األدبي ومعناه في مقام آخر, يستعمل مصطلحي "الدال بقوله: )وهناك طريقة أخرى للكشف عن هذه الرموز الطبيعية في األدب الطريقة هي عزل الدال عن المدلول أو الشكل عن المضمون ثم النظر إلى تأثير الدال في النفس بعد ذلك(. 4 "السيمانتيك" باألجنبية أصبح ثم استعمال مصطلح "علم الداللة" م اردفا لمصطلح مستقر أري علماء اللغة المحدثين وتخلوا عن الذي صار منوطا فقط بالد ارسة الجمالية لأللفاظ والت اركيب اللغوية المعاني" في البالغة العربية خلل مصطلح تجنبا للبس وتحديدا إلطار الد ارسة العلمية. 5 في استعمال كال المصطلحين للتعبير عن الوظائف اللغوية مع "داللة" مصطلح "المعنى" وهو ما يخص "علم وليس هناك إذن وجوب لوصف مجموع ما تؤد يه جوانب اللغة من وظائف في سياق الكالم. 6 تفضيل 59 الشريف الجرجاني التعريفات: 8: عبد الجليل منقور علم الداللة أصوله ومباحثه في الت ارث العربي: :8-88. تمام حسان األصول د ارسة ابستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب: الهيأة المصرية العامة للكتاب دار الشؤون الثقافية العامة بغداد :م: :. نفسه: :8. عبد الجليل منقور المرجع نفسه: :8 88. عبد الجليل منقور علم الداللة أصوله ومباحثه في الت ارث العربي: 88.

14 لم يأت ما لم يكن أو المحدثون من علماء اللغة العرب بحثوا ما لم يسبق إليه. على العكس ذلك, إذ أنهم هم كشفوا عن سماته فكو نوا بذلك الذين فاألمر أشاروا أسسه العامة بجديد محض الظاهر أننا لجمل من الموضوع ولهم الفضل في كشفت الد ارسات اللغوية الحديثة كثي ار من أصول علم الداللة في العربي اإلسالمي مع شيء من االختالف الم دخ ل أو في أسلوب معالجة اللغة(. في علم الداللة إذا الحظنا جهود القدماء أو أو قد ابتكروا تكون كتبوا في داللته أو مزية االكتشاف العلمي. كتب ود ارسات وقد الت ارث في ف هم حقيقة المصطلح وتحديده من )ف رق في أقسام الداللة: والداللة عند أهل اللغة والفلسفة والكالم واألصول نوعان: داللة لفظية وداللة غير وهي ثالثة أنواع: وضعية عقلية طبيعية )عادية(. لفظية. نايف خرما أضواء على الد ارسات اللغوية المعاصرة : 58

15 يمكن عرضها في مخطط: الداللة لفظية غير لفظية الوضعية الطبيعية العقلية الوضعية الطبيعية العقلية مطابقة تصمن الت ازم فالداللة العقلي ة كداللة اللفظ المسموع و ارء الجدار على وجود الال فظ.. والداللة الطبيعية كداللة لفظ الص ارخ على مصيبة نزلت بالصارخ والداللة الوضعية ككون اللفظ متى أطلق فهم منه معناه أو هي كون الل فظ بحالة ينشأ بصدوره من المتكلم العلم بالمعنى المقصود به. داللة المطابقة: داللة اللفظ على المعنى الذي وضع له مثل داللة اإلنسان على الحيوان والناطق وداللة وداللة المطابقة هي الداللة األصلية في األلفاظ التي البيت على مجموع الج د ر والسقف 4 قطب الدين محمود بن محمد ال ارزي: "تحرير القواعد المنطقية", مطبعة الحلبي وأوالده: القاهرة ط )( 4:. ص. الشنقيطي محمد األمين: مذكرة آداب البحث والمناظرة", مكتبة ابن تيمية: القاهرة د ت ص :. :84 ص. محمد رضا المظفر : "المنطق" إنشا ارت فيروزآبادي: قم ط )::( أبو حامد الغ ازلي:"معيار العلم في المنطق" دار الكتب العلمية بيروت ط )4( : ص 48. 4

16 ألجلها - مباشرة - وضعت معانيها وس م ي ت بالمطابقة لمطابقته - أي: المعنى - لل فظ من قولهم: طابق النعل النعل إذا توافقا والم ارد من تطاب ق اللفظ والمعنى: هو عدم زيادة اللفظ على المعنى, حتى يكون مستدرك ا أو عدم زيادة المعنى على اللفظ حتى يكون قاصر ا وكان تعبير المناطقة عن داللة المطابقة بأن ها ما يوحي إلى تمام المعنى ولم يعبروا "بجميع" المعنى, ألن لفظ الجمع يحصل بالتركيب ما يستلزم ت خصيص المطابقة بالمركب مع أن ها عامة في المركب والمفرد كالنقطة. داللة اللفظ الوضعية بالتضمن: أبو السعادات حسن بن محمد العطار: بيروت د ت ص. "حاشية العطار على شرح الخبيصي" دار إحياء الكتب العربية 5 المرجع نفسه ص.

17 هي داللة اللفظ على جزء م س م اه أو جزء المعنى الموضوع له كداللة اإلنسان على الحيوان أو الناطق وسميت بداللة تضمينية, لكون الجزء في ضمن المعنى الموضوع له واإلضافة في داللة التضمن وداللة االلت ازم من إضافة المسبب إلى السبب. والعالقة بين المطابقة والتضمنية: العموم والخصوص المطلق فإذا وجدت التضمنية وجدت المطابقة دون العكس, لجواز أن يكون المعنى بسيط ا ال ج ز ء له. أم ا داللة االلت ازم فهي داللة اللفظ على خارج عن م س م اه الزم له لزوم ا ذهني ا بحيث يلزم من فهم المعنى المطابق ف ه م ذلك الخارج الالزم كداللة األربعة على الزوجية. وينقسم الالزم إلى: الزم عقلي. الزم عرفي. - - : 8 وينقسم كذلك إلى: الزم في الذهن والخارج مع ا. الزم في الذهن فقط. الزم في الخارج فقط : 8 الداللة اللفظية العرفية: محمد بن أحمد بن عبدالعزيز بن علي الفتوحي المعروف بابن النجار:"شرح الكوكب المنير المسمى بمختصر التحرير في أصول الفقه": تح: محمد الزحيلي نزيه حماد دار إحياء الت ارث اإلسالمي مكة المكرمة ط )( :: ج: ص 8 :. الشنقيطي محمد األمين: ص 4:. "المذكرة" الجرجاني: "التعريفات" ص 88.

18 ال تكون الداللة اللفظية إال بتوفر ثالثة أركان: )اللفظ وهو نوع من الكيفيات المسموعة والمعنى الذي جعل اللفظ بإ ازئه واضافة عارضة بينهما هي الوضع أي جعل اللفظ بإ ازء المعنى على أن المخترع قال: إذا أطلق هذا اللفظ فافهموا هذا المعنى( )(. فالداللة الوضعية هي التي يتواضع الناس فيها باصطالحهم على داللة شيء ما وهي الداللة العرفية أو االصطالحية وبعد ذلك فالداللة الوضعية يجب إلد اركها العلم المسبق بطبيعة االرتباط بين الدال ومدلوله إذ )ال يتسنى للعقل البشري من تلقاء مكوناته الفطرية وال الثقافية أن يهتدي إلى إد ارك فعل الداللة إال إذا ألم سلفا بمفاتيح الربط بين ما هو دال وما هو مدلول وهذا اإللمام ليس بفعل الطبيعة وال هو من مقومات العقل الخالص ولكنه من المواضعات التي يصطنعها المجتمع( )(. الداللة الوضعية اللفظية: ال تلقى إال على األسماء مسميات سواء كانت عين ا قائمة بذاتها أم صفة في غيرها فتطلق التسمية على صفات وخصائص ما, بحيث إذا ما ذكر االسم تواردت صفات ه وخصائصه تلقائي ا, و علم اسمها تلقائ ي ا إذا ما ذكرت الص ف ات أو الخصائص فال يتصور معنى ال س م دون مسمى, أي: دون صفات وخصائص ت مي زه بين األسماء وهذا أحد أنواع الد اللة والد اللة مفهومها أن أمر ا ما يفهم منه أمر آخر, أي: كون الدال بحيث ي مكن أن يفهم منه المدلول. والداللة العقلية المنطقية أو عادل الفاخوري علم الداللة عند العرب: 56. عبد السالم المسدي اللسانيات وأسسها المعرفية:. مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي: "الغرر المثلثة والدرر المبث ثة" تح: سلمان إبراهيم بن محمد العيد مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة د ت ص 99.

19 هي الداللة التي يتحرك الفكر معها من الحقائق الحاضرة إلى حقيقة غائبة عن طريق المسالك العقلية بمختلف أنواعها ) ). مثل داللة الدخان على النار إذ يتم بالعقل استحضار الداللة الغائبة بحقيقة حاضرة ولهذا سميت الداللة المستحضرة بالداللة العقلية. وتتحدد مسالك رصد الداللة المنطقية وبهذه المسالك المعتمد عليها يكون البرهان القاطع الذي يعتمد أساسا على المنطق العقلي فإذا سألت مثال عن جنس الحاضرين فأجبت بأن بعضهم ذكور عرفت مباشرة عقال- أن بينهم إناث. ومسلك الق ارئن ال ارجحة الذي يفضي إلى تسليم ظني يأخذ في البدء بمعطيات هي بمنزلة "العالمات الدالة" وبواسطة الق ارئن المنطقية يستكشف "مدلول" تلك العالمات. ومسلك االستدالل الرياضي ويعني االنتقال من المعلوم فرضا إلى المجهول تقدي ار ) (. الداللة الطبيعية: إذ )يجد العقل بين الدال والمدلول عالقة طبيعية ينتقل ألجلها منه إليه كداللة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل( )(. يتم اقت ارن الدال بمدلوله اقت ارنا طبيعيا على أساس الربط بين حقيقتين ظاهرة وغائبة. )4( ويعود سبب هذا اإلرتباط بين الدال والمدلول إلى سنن الكونية التي تسير وفقها الطبيعة فإذا تكرر الحدث الطبيعي أمكن للعقل المدرك أن يعقد بينه وبين الشيء الذي أحدثه )5(. الداللة المعجمية: عبد السالم المسدي اللسانيات وأسسها المعرفية: 7. نفسه: 5- عادل الفاخوري علم الداللة عند العرب : 4 5 تمام حسان األصول د ارسة إبستيمولوجية للفكر اللغوي عند العرب: 58. عبد الرحمن حبنكة الميداني ضوابط المعرفة وأصول االستدالل والمناظرة تح: حسين مؤنس دار القلم دمشق 588 : 6.

20 المعنى المعجمي اإلف اردي هو مدلول التركيب األول للفظ أو هو ما ينتج عن عالقات الكلمة بالكلمات األخرى في المجال الداللي نفسه وهذه الداللة هي الداللة الوضعية التي ت مث ل الحقيقة اللغوية عند األصولي ين. وال ي عدل عن األصل اللغوي إال بدليل فال ن حمل اللفظ على حقيقة أخرى إال إذا جاء في اللسان الثاني ما يدل على هذا الحمل واألصل هو الحقيقة اللغوية وهو "اللفظ المستعمل فيما وضع له لغة". والداللة المعجمية تنشأ بوضع األلفاظ في مجال داللي واحد أي: تحت مفهوم واحد ل ت ت ض ح في داخله عالقات األلفاظ, لعدم المساواة بين األلفاظ ولجود المشترك والمت اردف والمتضاد ألن معاني بعضها لم يكن خالص ا في داللته على المفهوم في م جاله الداللي وألن المعنى المعجمي هو المعنى الذي يستدعيه اللفظ بعيدا عن العرف االجتماعي والمعتقد الديني عند اإلطالق فإذا تعدد معنى الكلمة المفردة حال انع ازلها تعد دت احتماالت القصد الذي يعد تعدد ا في المعنى ومن إذن الطبيعي أن يكون متعد دا ومحتمال وهاتان الصفتان من صفاته تقود كل منهما إلى األخرى. "والكلمة في المعجم ال تفهم إال منعزلة عن السياق وهذا هو المقصود بوصف الكلمات في المعجم بأن ها مفردات على حين ال توصف بهذا وهي في النص. 4 إذ أن اللفظ وحده ال يجب أن يقوم البحث فيه من حيث إنه لفظ وان ما من حيث داللته وال يتصور كخاطر بل من حيث هيئته التي ي مثلها في التركيب..:4 أحمد مختار عمر: علم الداللة ص.:8 محمد بن صالح العثيمين : شرح األصول من علم األصول ص المرجع نفسه ص 8:. تمام حسان: "اللغة العربية معناها ومبناها" ص 8. 4

21 فيتحد د بالسياق المتواضع عليه معنى اللفظ وحال التركيب مع غيرها والسياق واللحاق أه م عامل لضبط المعنى وت حديد الحقل الداللي لكل لفظ ونشوء األفكار التي تتوفر كل ها دفعة واحدة حال الداللة االستعمالية: دخوله في الجملة. المصطلح لجملة من نتيجة وهي داللة اللفظ على معناه الحقيقي أو معانيه المجازية بقرينة ما يوضحها السياق أل ن األلفاظ المفردة ال تستعمل إلفادتها مدلوالتها إال عند التركيب. القرآن الكريم البحث فهم فيتطلب خالل الوقوف على داللة اللفظ االستعمال المتعارف عند أوال في المادة اللغوية لل فظ الم ارد تفسيره نزول القرآن, اليجاد لمعنى للكلمة بتتب ع و رود ها فيه واالهتداء إلى معانيها من وذلك معناه الل غوي ثم االنتقال إلى االستعمالي ة في القرآن الكريم ال سيما أن النظم القرآني اكتسب به قسم من األلفاظ دالالت خاصة من معانيها العامة وصار لبعضها داللة جديدة غير معهودة سابق ا تطلبها السياق القرآني. وعلى ن حو من الدقة استعمل يبرهن على إعجاز المفردة القرآنية أنها اللغوي سابق ا من ذلك: قسم من األلفاظ تمتاز صارت بهدف أو بصفات التوسع في اللغة ومما لم تعرفها في االستعمال جمال المفردة ووقعها على السمع. - : اتساقها الكامل مع المعنى. اتساع داللتها لما ال يتسع له عادة دالالت الكلمات األخرى مثال األلفاظ المستعارة ألفاظ موحية وقد اكتسبت في القرآن الكريم مالمح جمالية أبرزها: ابن وهب الكاتب:"البرهان في وجوه البيان" تح: أحمد مطلوب دار المعاني بغداد, 4 :: 48:. 6

22 : - استخدام األلفاظ الموضوعة للداللة على األمور الحسية في الداللة على األمور المعنوي ة حتى ت غ د و الثانية كأنها محسوسة ملموسة. - اختيار األلفاظ المتناسقة والمتآلفة مع بعضها ومع معانيها. 8 نجد مثال "البصيرة": نور القلب الذي يستبصر به وهي مستعارة من إبصار العين وجعلت البصيرة في القرآن الكريم من ات باع الوحي ومن وسائل الهداية إلى الحق فصارت ألفاظ القرآن كأن ها فوق اللغة من خالل سبل استعمالها ووجه تركيبها فإن أحد ا من البلغاء ال ت متنع عليه متى أ اردها ولكن ال تقع له بمثل ما جاءت به في القرآن. القرآن الكريم فاستحدث اإلسالم في العربية نلمس فيه أصل - تعالى - اهلل داللته للكثير من األلفاظ داللة خاصة, بصبغة إسالمية لم يكن قبل وجود لها ومن ذلك لفظ الوحي الذي يغلب استعمال ه في اإللهام على السرعة والخفاء ويتخذ داللة إسالمية إلى ر سله األنبياء األمر إذا تعلق أما ح ي ن ا إ ل ى أ م م وس ى أ ن أ ر ض ع يه اإللهام كما في و أ و. ات خ ذ ي م ن ال ج ب ال ب ي وت ا و م ن الش ج ر و م م ا ي ع ر ش ون 4 في القرآن مما يوحي به بغير األنبياء فهو ما يستدعي معنى ح ى ر ب ك إ ل ى و أ و الن ح ل أ ن من وهناك عجيب وال األلفاظ ما يتجنب يبلغ كنهه وسره إال استعمالها وال يستفي في ذلك إال الذوق السليم وهذا موضع من كان من أهل التحقيق من المختصين في هذا الباب. ومثال ذلك لفظ "الل ب" الذي هو العقل لم يرد إال م جموع ا في القرآن الكريم ال مفرد ا وال وهذا مثنى وهذا في مواضع كثيرة 5 كقوله - تعالى -: و م ا ي ذ ك ر إ ال أ ول و األ ل ب اب 6. ::4 فتحي أحمد عامر:"المعاني الثانية في األسلوب القرآني" لجنة الشؤون اإلسالمية القاهرة.8 مصطفى صادق ال ارفعي:"إعجاز القرآن" مطبعة االستقامة القاهرة ط )( :م: القصص: 4 النحل: 4 الطبري "جامع البيان": ج ص البقرة: 68 6

23 ألن لفظ "لب" مركب من حرف "تغليظ" وحرف "قلقة" والعرب التي لقد سالسة اللفظ تؤثر فإن خفته, ثني "ل ب ان" لم ي ف بالغرض لكن "ألباب" ت عطي سالسة للفظ فالهمزة خفيفة ومن أوائل المخارج والباء خ ف ف من قلقلتها المد فأ خ ف تهجية لل فظ "لب" أن يكون مجموع ا. وممن قال باالستعمال الل غوي شيخ اإلسالم ابن تيمية ألنه واقع في كالم العرب بالضرورة فما دام اللفظ قد استعملته العرب في منظومها وم نثورها لمعان م عينة احتج به في مواضع الن ازع بشرط أن يكون الكالم صادر ا عمن يحتج بلغتهم ممن كانوا في الحقبة سبقت نشوء اللحن وظهور التوليد في اللغة فما تكلمت به العرب سليقة يجوز االحتجاج به ويفس ر به كالم اهلل ورسوله أل ن الوحي إن ما بلسانها وط ارئقها في البيان. الناس و أهوائهم أ ارد ابن تيمية أال تصير األلفاظ الشرعية عرضة للميوعة فتؤول حسب أغ ارض فت ج ر د شيخ اإلسالم ابن تيمية لبيان م ارد الشارع بمالحظة مختلف االستعماالت الشرعية وبالمقارنة بينها وبين كالم العرب الذين عايشوا فترة قبله أو بعده بقليل, لكي تضبط المفاهيم الشرعية, يسهل حتى التنزيل أو كانوا تمييز الحق من الباطل. و يقول م وضح ا المنهج الذي ينبغي سلوكه في تفسير كالم الشارع:))المعاني تنقسم إلى حق وباطل فالباطل ال ي جوز أن يفسر به كالم اهلل والحق إن كان هو الذي عليه القرآن فسر به واال فليس كل معنى صحيح يفسر به اللفظ لمجرد مناسبة كالمناسبة التي بين الر ؤيا والتعبير وان كانت خارجة عن وجوه داللة اللفظ كما تفعله الق ارمطة والباطنية, إذ داللة اللفظ على المعنى س معية المعنى به وال يكتفي في ذلك بمجرد فال ب د أن ي كون اللفظ م ستعمال في ذلك المعنى, أن يصلح وضع اللفظ لذلك المعنى, يصلح وضعها للمعاني ولم توضع لها ال ي حصي عدد ها إال اهلل. بحيث دل على إذ األلفاظ التي وهذا عند من ي عتبر المناسبة بين اللفظ والمعنى كقول طائفة من أهل الكالم والبيان وأم ا عند من ال يعتبر المناسبة فكل لفظ يصلح وضعه لكل معنى ال سيما إذا علم أن اللفظ الموضوع لمعنى هو م ستعمل فيه فحمله على غير ذلك لمجرد المناسبة كذب على اهلل((. 9 بليل عبدالكريم:الداللة اللغوية مقاالت "مجموع الفتاوى": مج ص 8 مجموع الفتاوى": مج 8 ص 8. من النترنت موقع:

24 فجاز حمل اللفظ على المعنى إن كان حق ا في نفسه ألن المعاني التي تفسر بها األلفاظ منها ما هو حق ومنها ما هو باطل بشرط أن يكون اللفظ مستعمال في ذلك المعنى وأن يدل السياق على م ارد المتكلم مقصود المتكلم وفي المقابل إذا عليه, هي لم يجز, إن و كان مجرد صالح أل ن يفسر به اللفظ وليس من ألن داللة اللفظ على المعنى مقصودة عنده. كان المعنى خارج ا عن وجوه داللة اللفظ فمن إذ داللة اللفظ على المعنى س م ع ي ة سواء المناسبة. كانت العالقة بينهما هي أولى أال ي جوز حمل اللفظ مجرد المواضعة أم وعليه فال بد من م ارعاة المتكلم والتي أهمها: جملة من الشروط الال زمة لتحديد المعنى الم ارد فعال من طرف : التعرف على أسلوب المتكلم في البيان وعادته في الخطاب وذلك باستق ارء مختلف استعماالت األلفاظ وداللتها على المعاني ومعرفة الوجوه والنظائر في كالمه. - 8 التعرف على السياق الذي ورد فيه اللفظ بالنظر إلى الق ارئن الحالية واللفظية, حتى يمكن تحديد م ارد المتكلم. فيجب تفسير لفظ المتكلم على الوجه الذي يفهم منه م ارده ال على مجرد ما ي حتمله اللفظ وي ب ي ن شيخ اإلسالم ابن تيمية ذلك بقوله: ))اللفظ إن ما يدل إذا ع رف لغة المتكلم التي بها يتكلم وهي عادته وعرفه التي يعتادها في خطابه وداللة اللفظ على المعنى داللة قصدية إ اردية اختيارية فإذا اعتاد أن يعبر باللفظ عن المعنى كانت تلك لغته. ولهذا كل من كان له عناية بألفاظ الرسول وم ارده بها عرف عادته في خطابه وتبي ن له من م ارده ما ال يتبين لغيره, ولهذا ينبغي أن يقصد إذا ذكر لفظ من القرآن والحديث أن يذكر نظائر ذلك اللفظ, ماذا عنى بها اهلل ورسوله فيعرف بذلك لغة القرآن والحديث وسنة اهلل ورسوله التي يخاطب بها عباده وهي العادة المعروفة من كالمه ثم إذا كان لذلك نظائر في 8

25 كالم غيره وكانت النظائر كثيرة ع ر ف أن تلك العادة واللغة مشتركة عامة ال يختص بها هو - صل ى اهلل عليه وسل م - بل هي لغة قومه((. ففهم النصوص عامة ال يكون على الوجه الصحيح إال بمحاولة الكشف عن معانيها من داخلها مع م ارعاة حال المتكلم والمخاطب والزمن ومن البحث في نظائرها في كالم المتكلم بها. وقد نتج عن التفسير الخاطئ لم ارد الشارع عدم ات خاذ النصوص الشرعية هي األصل فقد ذهب كثير من المتأخرين إلى حمل ألفاظ الشارع على ما اعتادوه في عرفهم من المعاني ظنا منهم أن ذلك هو م ارده واألمر ليس كذلك فت ختلف مدلوالت األلفاظ باختالف الحال والز مان فال بد من اعتبار حال المتكلم والمخاطب, إذ الكالم ي ختلف بحسب حالين ومخاطبين وزمانين وما لم يكن ذلك عند التفسير غاب التمييز بين م ارد الشارع وم ارد قومه بتلك األلفاظ وتعرضت له االصطالحات من التطور. ولذلك على ضوء الن صوص الد الة على كالم اهلل ورسوله وكالم العرب الذين عاصروا التنزيل ال ي جوز تفسير كالمهما إال على ذلك كما ال ي جوز إدخال معا ن غريبة على األلفاظ التي استعملها الشارع أو جاءت في كالم العرب ثم االحتجاج بها في مواضع االختالف. الداللة التأويلية: ابن تيمية: كتاب اإليمان ص 4 :.

26 انتشرت م قالة المجاز والتأويل وحمل لفظ التأويل من المعاني ما ل م يكن له عصر النبوة وال الصحابة بعد شيوع علم الكالم فقسم البعض من المفسرين التأويل إلى صحيح وفاسد. في القرآن الكريم ألفاظ وردت وجب حملها على - لدى البعض - السيا ق بخالف الظاهر السابق إلى, التي يظهرها التأويل واالستنباط ألن الكثير. بين ألفا ظ الكريم القرآن ل توجيه معناها الفهم ي حمل من الوجوه الداللية وتتعلق ظاهرة التأويل دائم ا بالنص الديني في م ختلف الملل وهو مجال أتاح له البحث عن المعاني الدقيقة لأللفاظ وما أكثر ها في الن صوص الدينية! فالتأويل ألفاظه من بين أهم وال يكون وسائل البحث والكشف عن م ارد المتكلم وطريقة لمعرفة ما تعنيه ذلك إال بم ارعاة أصول اللغة فال يكون إال بدليل أو قرينة توجب صرف المعنى الظاهر األصلي إلى غيره واال ب ط لت الثقة باللغة ومهمتها. فالتأويل هو الكشف عن صورة المعنى األول أو شرح المعنى الثاني والبلوغ به إلى غايته من الفكرة. والداللة التأويلية هي إحالة داللة اللفظ من داللته المجاز المعتمد على القرينة وضع ا تأويلي ا. الحقيقية إلى الداللة المجازية وقد ع د وقد يكون هو التفسير ل م ا ت ؤ ول له الكلمة مع السياق واللحاق وهذا أقرب إلى الحق فالجانب اللغوي على ق د ر كبير من األهمية في العمل التأويلي ألن دليل التأويل ال يتحصل إال بالبحث في حقائق االستعمال لأللفاظ للتوصل إلى حكم صحيح يتجلى من خالل مدى صحة التأويل لذلك ال ب د من نظر المؤول إلى اللفظ والداللة مع ا والى المعنى الكلي الذي يؤديه السياق ألن األسلوب يغير من مدلول اللفظ وكذلك إد ارك الحقيقة والمجاز والحذر من األلفاظ المشتركة بمعرفة دقيقة لالستعماالت اللغوية وضرورة التمرس بات جاهات الفرق 5 يوسف القرضاوي: "من محاذير التفسير سوء التأويل" مجلة إسالمية المعرفة العدد )( 4 :م ص.:

27 الكالمية ألن هم في اتجاهاتهم الخاصة يؤثرون في س ي ر الداللة اللفظية وتأويالتهم يترت ب عليها الوصول إلى أحكام تخدم منهجهم. وقد أشار الشاطبي إلى ما يجب م ارعاته في المؤول إليه ليصح حكمه : بأن يكون ارجع ا إلى معنى صحيح في االعتبار متفق عليه في الجملة. وأن يكون موضع اللفظ قابال للمعنى المؤول إليه من الناحية اللغوية بوجه من - - وجوه الداللة حقيقية أو مجازية أو كناية جري ا على سنن العربية وما تد ل عليه أسباب نزول اآلية.. الداللة الصرفية: أبو إسحاق الشاطبي: "الموافقات" ج ص.

28 داللة على الوظيفي المعنى التي توضع عليها المادة اللغوية واثباتها أو حذف الوظيفي, الذي باعتبار تفيده الصيغة أو القالب الصرفي الذي متضمنا بعضها ويكون بذلك القالب الصرفي أي أنها قوالب لمجموعة من األلفاظ غير محدودة الصيغة في أقسام الكلم في االستعماالت يوجد الهيئة يتعلق عدد حروف الكلمة وترتيبها وضبطها وزيادتها الهيئة والتصرف والمعنى من خالل اللغوية االسمية أو الفعلية. غير واضح منه األشكال المتصورة للفظ الواحد مثل الضمائر, تجب على ما فيه الصياغة أو المطابقة فيه تكون ذلك نجد أن معنى ذلك فإنه وغير أي أن الصيغة ال تكون إال ألصل الكلمة فمثال: ضارب ومضروب وغيرها من الكلمات مصوغة من ضرب والصيغة واضحة فيها أما في الضمائر مثال )تاء الفاعل وأنت وهو( ونحوها فال تتصور الصياغة فيها ما منه وهذا يجعل الصيغة ويتعذر معرفة أصلها الذي صيغت تقتصرعلى األسماء والصفات واألفعال وتخرج الضمائر والظروف والخوالف واألدوات بنوعيها االسمية والحرفية من مفهوم الصيغة. ثم ة فرق بين الصيغة والمي ازن الصرفي للكلمة الواحدة يدور حول معيار من الحروف يعرف به عدد حروف الكلمة وترتيبها وما فيها من ما حركات وسكنات للكلمة جاءت لتدل على معان معينة ومحدودة يمثل الصورة ويبنى وأصول وزوائد,أي أن هذه الصيغة المي ازن الصرفي من المباني الصرفية النهائية للمادة اللغوية فمثال صيغة األمر للفعل )ض ر ب ) هي )ا ضر ب( لكن عندما نتناول الفعل )وقى( وهو من أفعال باب ضرب تصبح صياغته )ق ( وعند مقارنة الحرف )ق ( في نظيره في الصيغة نجد أن ما يوازيه من حروف الصيغة هو العين المكسورة )ع( وعند الس ؤال عن صيغة الفعل )ق ( يكون الجواب: هو من صيغة )أفع ل( واذا سألنا أيضا : لماذا تقف العين المكسورة إ ازء الفعل في صورته فإن الجواب يكون في أن العين المكسورة تعبر عن المي ازن وال تمثل الصيغة لذا نجد الفرق بين الصيغة من حيث تمام حسان : اللغة العربية: معناها ومبناها دار الثقافة الدار البيضاء المغرب 885 م ص ص األست ارباذي رضى الدين محمد بن حسن شرح شافية ابن الحاجب دار الكتب العلمية د. ت ج ص 5 وابن األثير ضياء الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم المثل السائر تقديم وتعليق أحمد الحوفي وبدوي طبانة دار نهضة مصر للطبع د. ت ج 5 ص 85, والعلوي يحيى بن حمزة الط ارز المتضمن ألس ارر البالغة وحقائق اإلعجاز مطبعة المقتطف مصر 8 ج 5 ص واستيف أولمان دور الكلمة في اللغة دار غريب للطباعة القاهرة 888 ص 88 وما بعدها.

29 إنهامبنى صرفي والمي ازن من حيث هي مبنى صوتي وما لذلك من أهمية قصوى للتفريق بين علم الصرف وعلم األصوات. وثمة حالة تتفق فيها الصيغة مع المي ازن كما في المثال )ض ر ب ) و)ا ضر ب( فالصيغة تحمل القيمة الداللية أما المي ازن الصرفي فيعبر عم ا ط أر على الكلمة من تغيير أو حذف ويدخل في نطاق الدرس الصرفي الخالص. الداللة النحوية: مجموع وهي العالقات القائمة بين الكلمات في الجملة اعتبر وقد مواقعها حسب العرب القدامى أن الداللة الصوتية والصرفية أج ازء للداللة النحوية حيث ربط ابن جني البعد البنيوي للداللة النحوية التي تشكل عنده بالصوت والصيغة والمعنى. و أشار الجرجاني مثال م األلفاظ و أرى ابن قي م الجوزية إلى أن النظم هو توخي معاني النحو في معاني الكلم وان توخيها في متون الداللة التركيبية عندما عد اللفظ قبل أن يعقد والتركيب بمنزلة األصوات التي ال تفيد شيئا وانما تفيد معنى جديدا بعد تركيبها. 4 ما قال به تشومسكي حول البنية العميقة والبنية السطحية الربط بين الصورة الصوتية والصورة الذهنية فقد أشار, ال يختلف عن هذه اآل ارء في الجرجاني في الدالئل إلى أن األلفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون اإلع ارب هو الذي يفتحها وهذه األغ ارض كامنة فيها ليكون هو المستخرج لها وأن المعيار الذي ال يبين نقصان كالم ورجحانه حتى يعرض عليه المقياس الذي ال يعرف صحيحا من سقيم حتى يرجع إليه. الداللة السياقية: تمام حسان اللغة العربية: معناها ومبناها ص ص 8. عبد الحميد هنداوي اإلعجاز الصرفي في القرآن: د ارسة نظرية تطبيقية ط المكتبة العصرية صيدا بيروت 500 ص 55. ابن جني الخصائص ج ص 5 والسيوطي المزهر في اللغة ج ص والجرجاني دالئل اإلعجاز ص 8 ص 588. ابن قيم الجوزية شمس الدين أبو عبداهلل محمد بن أبي بكر الدمشقي أعالم الموقعين عن ر ب العالمين م ارجعة وتعليق عبد الرؤوف سعد مكتبة الحاج عبد السالم بن محمد بن شقرون القاهرة د. ت ج ص 55. 5

30 أشار اللغويون واألصوليون إلى الداللة التي يقصدها المتكلم ويفهمها السامع عبر الحدث الكالمي تبعا للظروف المحيطة بها فمثال أصحاب التفسير ربطوا بين معاني اآليات وأسباب التنزيل وأشاروا إلى الحقيقة والمجاز والخصوص والعموم وربطوا ذلك بسياق حيث إن األلفاظ لدى إلى هنا األصوليين هي دليل الحكم على صحة الفكر أو الكالم )( خطئه وأما المجاز فيحدده سياق الحال أو استعمال مجتمع ما حسب الزمان والمكان. ونظرية المقام لدى القدامى تعبر عن القرينة التي تتناول المجاز واالستعارة وهذا الذي ذكرناه أشار إليه مالينوفسكي ودي سوسير كما أشرنا إليه في جهودهما في نظرية السياق. )( في ضوء ما ذكرناه نقترح أن يكون هناك م ارجعة فعلية للت ارث العربي اإلسالمي في مجال اللسانيات وال سي ما أن ثمة علماء كثيرين لهم باع طويل في التخصصات اللغوية في اللغات األجنبية كاإلنجليزية والفرنسية ولهم وعي تام بحقيقة اللغة العربية في مستوياتها المتعددة أما المقترح الثاني فينصب على تأصيل الد ارسات الغربية في ضوء الت ارث القديم بمعنى ق ارءة جديدة للت ارث نستطيع عبرها معرفة مكنون هذا الت ارث من أفكار يمكن أن تكون أساسا في المعرفة اللغوية وبيان اجتهادات الغربيين في موضوع اللسانيات من حيث د ارسة اللغة من المنشأ وحقيقة اللغة ووظائفها وأهدافها والعالقة بين اللغة والفكر واللغة والثقافة وتأثير اللغة في االتصال بين الناس وأهمية الكلمة في النص وتحليل النصوص بما يحقق قصد المتكلم وغيرها من النظريات المتعلقة باللغة اإلنسانية وال سيما العربية وكونها لغة القرآن الكريم. 5 انظر: ابن جني الخصائص ج ص 58. قدور أحمد محمد:مبادئ اللسانيات دار الفكر دمشق 888 م ص 580.

31 نظريات د ارسة المعنى ومناهجه: -النظرية اإلشارية: تعد أولى م ارحل النظر العلمي في نظام اللغة مسار علم الداللة الحديث يرجع الفضل في تمييز أركان المعنى وعناصره النتائج التي توصل إليها فردينالد دي سوسير في أبحاثه اللسانية التي خص بها اإلشارة اللغوية باعتبارها "الوحدة اللغوية المتكونة من دال ومدلول الدال هو اإلد ارك النفساني للكلمة الصوتية والمدلول هو الفكرة أو مجموعة األفكار. أغلبهم أطلق على هذه النظرية مصطلح "النظرية االسمية في المعنى التي تقترن بالدال" naming( )theory of meanings التي تنظر إلى الداللة على أنها هي مسماها ذاته. وبفصل العالمين اإلنجليزيين أوجدن وريتشاردز اللذان اشته ار بمثلثهما الذي يميز عناصر الداللة بدءا بالفكرة أو المحتوى الذهني ثم الرمز أو الدال وانتهاء إلى المشار إليه أو الشيء الخارجي. الفكرة- المحتوى الذهني - الشيء الخارجي- المشار إليه الكلمة الرمز وأعطى للمبحث الداللي الداللية المتأخرة دفعة تناولت في مباحثها يتولد عنه نظريات جديدة وأفكار مهمة مثلث أوجدن وريتشاردز إن الد ارسات أحد عناصر المثلث بتحليل عميق ومنها ما تناولت العناصر الثالثة كلها استنادا على أن "معنى الكلمة هو إشارتها إلى شيء غير نفسها وهنا يوجد أريان: أ- أري يرى أن معنى الكلمة هو ما تشير إليه. 6 زكريا ميشال األلسنية. علم اللغة الحديث ص -:4 :.

32 ب- أري يرى أن معنى الكلمة هو العالقة بين التعبير وما يشير إليه. فد ارسة المعنى على ال أري األول تقتضي االكتفاء بد ارسة جانبين من المثلث وهما جانبا الرمز والمشار إليه. وعلى ال أري الثاني تتطلب د ارسة الجوانب الثالثة ألن الوصول إلى المشار إليه يكون عن طريق الفكرة أو الصورة الذهنية" )(. وعلى أساس هذا التقسيم نشأت نظريات المدلول التي تناولت أنواع الداللة وأقسامها كما برزت نظريات عكفت على د ارسة اإلشارة اللغوية وأحصت أقسامها وفي إطارها نشأت فكرة العالمة أو السمة مما ساهم في ميالد علم جديد هو علم العالمية أو السيميولوجية. 7 أحمد مختار عمر علم الداللة ص.

33 ف( -النظرية التصورية: في مستوى آخر من مستويات الد ارسة الداللية تظهر النظرية التصورية فإذا كانت النظرية اإلشارية قد اهتمت د ارسة اإلشارة كأساس للوصول إلى د ارسة ما يتعلق بها من عناصر المعنى فإن النظرية التصورية ترتكز المعنى الموجود في الذهن أي على مبدأ التصور الذي يمثله وهي تعود إلى الفيلسوف اإلنجليزي )جون لوك( )القرن السابع عشر( الذي سماها النظرية العقلية ونادى فيها بأن استعمال الكلمات يجب أن يكون اإلشارة الحساسة إلى األفكار. واألفكار التي تمثلها تعد مغ ازها المباشر الخاص" )(. ألن "الكلمة تشير إلى فكرة في الذهن وأن هذه الفكرة هي معنى الكلمة" ) بعض الباحثين على هذه النظرية اسم النظرية الفكرية. قد أطلق ونتيجة لكون النظرية التصورية تجريدية فإن العلماء المتأخرين أسسوا أفكارهم على معطيات حسية تقع تحت المالحظة والمشاهدة وأرجعوا الدالالت كلها إلى تلك التصو ارت التي تحقق األثر العلمي. ولقد أسس )تشارلز بيرس( نظريته الب ارجماتية واعتبرت امتدادا للنظرية التصورية: " أرى بيرس أن تصورنا لشيء ما يتألف من تصورنا آلثاره العملية فالتيار الكهربي مثال ال يعني مرور موجة غير مرئية في مادة ما وانما يعني مجموعة من الوقائع مثل إمكان شحن مولد كهربي أو أن يدق جرس وأن تدور اآللة واذن فمعنى كهرباء هو ما تفعله واذن فالتصو ارت المختلفة التي تحقق نتيجة عملية واحدة إنما هي تصور واحد أو معنى واحد والتصو ارت التي ال ينتج عنها آثار ال معنى لها". 9 أحمد مختار عمر علم الداللة ص 4. محمود فهمي زيدان في فلسفة اللغة ص. نفسه ص 4.

34 -النظرية السلوكية: نشأة النظرية السلوكية كان إثر التجديد الذي طبع النظرية التصورية الذي يستبعد األفكار المجردة وتمثل وقد خضع أصحاب هذه النظرية للمنحى العلمي الذي طغى على ساحة البحث وقتذاك. وهو اتجاه يعتمد على المالحظة والمشاهدة ألن عهد العلوم التجريدية النظرية ال يمد يفيد البحث اللداللي وأعطت هذه النظرية السلوكية اهتماما للجانب الممكن مالحظته عالنية وهي بهذا تخالف النظرية التصورية التي تركز على الفكرة أو التصور. إن حصول الداللة البحث عن ماهيتها, أدى بالعالم اللغوي األمريكي )بلو مفيلد( إلى البحث عن الداللة في السلوك اللغوي الظاهر وهجر االتجاه العقلي وبعد تحقق األفكار التي مال إليها )بلومفيلد( تجلى االتجاه السلوكي لدى هذا العالم وقد "عرف معنى الصيغة اللغوية بأنه الموقف الذي ينطقها المتكلم فيه واالستجابة التي تستدعيها من السامع فعن طريق نطق صيغة لغوية يحث المتكلم سامعه على االستجابة لموقف. هذا الموقف وتلك االستجابة هما المعنى اللغوي للصيغة". يتطلب األخذ كذلك بالمقام للقول بمبدأ المثير واالستجابة. "فداللة صيغة لغوية ما إنما هي المقام الذي يفصح فيه المتكلم عن هذه الداللة والرد اللغوي أو أن النظر إلى المقام أو حال الخطاب يساعد على السلوكي الذي يصدر عن المخاطب".. الخصوص في: استكشاف 5 مرجع الصيغ اللغوية للقول. اختيار وايثار تأويل بعينه في حالة الكالم الملبس أو المبهم. استكشاف قيمة القول )تهديد وعد وعيد ) ( (. مثال " )4(.. تحديد خاصة القول )هل هو موسوم أو غير موسوم( صيغ لغوية خاصة بالفالحين والنظرية السلوكية كشفت عن ظواهر جديدة ودفعت بالبحث الداللي خطوات نحو 8 محمود فهمي زيدان في فلسفة اللغة ص المرجع نفسه ص :. سالم شاكر مدخل إلى علم الداللة ص المرجع السابق ص

35 األمام ذلك أن األخذ بمبدأ د ارسة األفعال الكالمية القابلة للمالحظة والمشاهدة داللة الصيغة اللغوية لم يحدد ومع كل ما ط أر على النظرية السلوكية منتطور بقيت هناك ثغ ارت علمية واضحة لم تستطع النظرية السلوكية سدها مما ترك الباب مفتوحا لميالد اتجاه آخر في الدرس الداللي حاول اإلجابة عن الد ارسة والبححث فيما تعلق بتحديد علمي موضوعي دقيق للداللة وطرق ضبطها.

36 4 النظرية السياقية: إن وحداته النظام اللغة متشابكة العالقات ويسير دائما على التجديد والتغيير في بنياته المعجمية والتركيبية فأصبح تحديد داللة الكلمة يحتاج إلى ما يحيط بها مجموع الظروف والعوامل السياقات- التي ترد فيها وهذا ما نادت به النظرية السياقية التي نفت عن الصيغة اللغوية داللتها المعجمية يقول مارتيني: "خارج السياق ال تتوفر الكلمة على المعنى". يعد منهج النظرية السياقية من المناهج األكثر موضوعية ومقاربة للداللة ألنه يقدم نموذجا فعليا لتحديد داللة الصيغ اللغوية وقد تبنى كثير من علماء اللغة هذا المنهج منهم العالم )وتغنشتين( )Wittgenstein( الذي صرح قائال : "ال تفتش عن معنى الكلمة وانما إن هذه الطريقة التي تستعمل فيها الكلمة هي التي تصنف عن الطريقة التي تستعمل فيها" داللة هذه الكلمة ضمن القيم الحافة التي تتحدد معها أو الصور األسلوبية الداللة الرئيسية ألن السياق يوفر عوامل إضافية تشارك الداللة المعجمية للكلمة في تحديد الداللة العامة التي قصدها المتكلم يقول ستيفن أولمن: "السياق وحده هو الذي يوضح لنا ما إذا كانت الكلمة ينبغي أن تؤخذ على أنها تعبير موضوعي صرف أو أنها قصد بها أساسا التعبير عن العواطف واالنفعاالت". اللغوي وقد توصل العلماء إلى تمييز بين أربعة أنواع من السياق:. 4 السياق اللغوي. السياق العاطفي االنفعالي. سياق الموقف أو المقام. السياق الثقافي أو االجتماعي. 5 5 سالم شاكر مدخل إلى علم الداللة ص :. د.موريس أبو ناضر مدخل إلى علم الداللة األلسني ص رقم /: : السنة 8:. 4 دور الكلمة في اللغة: ستيفن أولمن ترجمة محمد كمال بشير ص. د.أحمد مختار عمر علم الداللة ص. مجلة الفكر العربي المعاصر العددج

37 5 النظرية التحليلية: تهتم بتحليل الكلمات إلى مكونات وعناصر ومحددات فالمحدد الداللي يقوم بتخصيص معنى شامل لكل تركيب انطالقا من الدالالت الفردية للمورفامات التي تؤلفه وتبعا للطريقة التي تتألف بها هذه المورفمات,والمميز يشرف على تلك الوظيفة التمييزية ويقتضي ذلك وجود تضاد بين الوحدات المميزة من ذلك التضاد الصوتي القادر على التمييز بين كلمتين من حيث المعنى كالتمييز بين الكلمتين: )تاب( و)ناب( في )ناب( قد ميز بين داللة هاتين الكلمتين. فوجود التاء في )تاب( مكان النون ويقوم المحد د النحوي بوظيفة التمييز بين داللتين لصيغة واحدة تأخذ إحداها في التركيب وظيفة "الفعلية" واألخرى وظيفة "الفاعلية, ذهب إلى ذلك العالم دي سوسير بحيث نظر إلى المعنى على أساس أنه مجموع تقابالت الصيغة المنتج ة مع بقية الصيغ األخرى "فكل لغة تنتظم في حقول داللية وكل حقل داللي له جانبان: حقل معجمي وحقل تصوري. ومدلول الكلمة مرتبط بالكيفية التي تعمل بها مع كلمات أخرى في نفس الحقل المعجمي لتغطية أو تمثيل الحقل الداللي. وتكون كلمتان في نفس الحقل الداللي إذا أدى تحليلها إلى عناصر تصورية مشتركة وبقدر ما يكثر عدد العناصر المشتركة بقدر ما يصغر الحقل الداللي". د.ميشال زكريا األلسنية )علم اللغة الحديث( المبادئ واألعالم ص 8:. المرجع السابق ص 8. د.عبد القادر الفاسي اللسانيات واللغة العربية ص 4.